الشرعية المغدورة .. هل تنقذ ما تبقى من اليمن؟

قبل أربع سنوات ومع انطلاق الحرب التي اطلق عليها السعوديون عاصفة الحزم ، كتبت مقالات حول هذه الحرب وهل فعلا ستخدم الشعب اليمني وتقضي على الانقلاب الذي أثار الحرب في اليمن ، وما هي الخطوات التي يمكن ان نقول انها تخدم اهداف عاصفة الحزم المعلنة أمام العالم.

وكنا نرى يوما بعد يوما وشهرا بعد شهر أن هذا التحالف الذي تناقص ولم يبق فيه الا دولتان تاريخهما أسود فيما يخص التغيير والربيع العربي وكذلك اليمن، وهما السعودية التي تظهر انها هي من تقود التحالف وتمول عملياته ، والامارات التي بقليل من الوعي وقراءة الوقائع بشكل بعيد عن العاطفة يظهر انها هي من تقود الحرب ضد اليمن ، كما انها تعمل على تشويه صورة التحالف بكل ممارساتها ، ولكن يبدو ان هناك ما تملكه يمنع رؤية ذلك على السعودية نفسها المتضررة الأكبر من هذه الحرب.

السنة الخامسة ستنتهي على هذه الحرب التي بدأها الحوثيون بانقلابهم المشؤوم على الشرعية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كان جسرنا للعبور نحو يمن مدني بعيد عن الحروب، وعلى عاصفة الخزي والدمار التي قتلت كل شي في اليمن الا الانقلاب.

ولا أدري كيف أبرر غباء الشرعية التي لطالما تم تحذيرها من هذا التحالف ، أو الشخصيات الوطنية التي كان الملايين يعلقون عليهم آمال انهاء الحرب و العودة الى ما كنا عليه قبل انقلاب الحوثيون المشؤوم وعاصفة الخيانة الخليجية ، وهذان رغم اختلافهما المعلن الا انهما يعملان على وتيرة واحدة وهدف واحد ، عدم القدرة على العودة الى ما قبل الحرب ، والى نتائج مؤتمر الحوار الوطني والبدء بتنفيذهما،

اشترت السعودية بأموالها ملف اليمن من المجتمع الدولي ، دفعت ازاءه المليارات سواء لأجهزة الأمم المتحدة التي كانت ترسل لنا مندوبيها الواحد تلو الآخر ، من بن عمر الى ولد الشيخ وغريفيث ، كل هؤلاء كانت مهمتهم هي منح الوقت للحوثيون للتمكن أكثر من الواقع، والضغط على السعودية لبذل المزيد من الأموال للخزينة الغربية.

ان لم تستطع الشرعية بعمل شيء حيال ما يدور ، ولم تتدارك الأمر وتقضي على الفساد الداخلي فيها ؟ وتقضي على الخيانة الداخلية؟ فلربما لن تستطيع ان تفعل شيئا حيال خيانة التحالف السعودي والاماراتي للشعب اليمني،
واعتقد أن الزمن كفيل بفضح كل هؤلاء .. المشكلة ان الثمن دائما هو أرواح ودماء ومستقبل جيل بأكمله.