إلى عاصفة الحزم .. نحن حازمون أيضاً

الحزم في مراقبة أداء عاصفة الحزم 

فكرت كثيرا بحال المؤيدين لعاصفة الحزم وهم ينظرون لها كالفرج بعد ان كانوا قد استيأسوا وظنوا ألا ملجأ من الحوثي إلا بالخضوع له والتفرج على جرائمه ، فوجدت تطرفاً عند البعض في الافراط في التأييد للعاصفة بدون شرط او قيد ، وهناك من جعل صورته الشخصية للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ، وهناك من قام بتسميه مولده سلمان ، وحضر حديث (سلمان منا آل البيت ) بدون مناسبة طبعا ، المهم ان كل القضية هي نكاية بالحوثي وجماعته ومليشياته التي وكأن الناظر لها يشعر انهم قوم لا يطيب لهم العيش الا في ظل الحرب ، عشرة حروب في عشرة أعوام ، 

ولأكون صادقا مع نفسي والقارئ الكريم فأنا في الحقيقة أؤيد عاصفة الحزم ولكن بشروط ذكرتها في مقال آخر في هذه المدونة ، ذكرت فيها كيف ان عاصفة الحزم ينبغي ان تكون في صالح اليمنيين أولا ثم السعودية ثانياً ، مع أن هذا المنطق لا ينطبق مع السياسة وعالمها ، ولكني متأكد أن السعودية نفسها تعترف أنها في يوم من الأيام كانت هي الممول لعصابة الحوثي عبر عصابة التويجري رئيس الديوان السابق للملك المتوفي الذي مول حروب إبادة المصريين وأهل غزة واليمن وحتى سوريا وما خفي علينا ربما يكون أعظم .

ولأعود لمقالي الموجه –بحزم – للعاصفة ومؤيديها من اليمنيين بالذات ، ان طول فترة العاصفة مهما كانت المبررات هي في مضرة السعوديين قبل اليمنيين ، والتي سيقال عنها أنها لم تستطع خلال نصف شهر القضاء على الحوثي ، مع ان اول طلعة جوية في الليلة الأولى قيل من قبل الناطق الإعلامي للعاصفة انه تم القضاء على ما نسبته 90-100% من المواقع العسكرية وترسانتها ومضادتها وغيره ، وانهم يسيطرون على الفضاء اليمني بأكمله ، وأما بشأن اليمنيين فهم في وضع  اقتصادي متأزم وشديد ، فالقوت الضروري اصبح شبه متعسر على أكثر من 60% ، والوضع الاقتصادي الراكد جعل أغلب اليمنيين المعتمدين على التجارة في حالة ذهول وصدمة ، ولا يتوقع ان يوافق اليمني مهما كان مؤيداً لهذه العاصفة ان يستمر على هذا الوضع لمدة طويلة ، وهناك الكثير من المشاكل التي نتجت عن انعدام الوقود والديزل في معظم المناطق ، مما يؤثر على العثور على وسائل المواصلات و المياه والكهرباء، ووو .. 

حياة صعبة اذن أيها الملك سلمان وأيها الرئيس هادي ويا قادة العاصفة يمر بها 25 مليون يمني على الأقل ناهيك عن الاجرام الذي يحصل في الجنوب اليمني نتيجة رد الفعل  الحوثي الذي يطبق شعاره فقط على اليمنيين ،

 فهل ستنسيكم قصوركم ومكيفاتكم وموائدكم ما يعاني منه اليمنيون ؟!!

وهل سنكتفي فقط بظهور عسيري ناطق العاصفة ليخبرنا بانجازات ضعيفة وبطيئة لا تتناسب مع كلمة (الحزم) التي اطلقتموه على العاصفة !!!

وهل تظنون أن روسيا والصين وإيران وكل الدول التي تنهج عكس السياسة الامريكية سيسكتوا لكم وينتظروا متى ستقضون على الحوثي ؟

ان الحزم يعني ان تضرب في أيام قليلة ما يفعله الغالب في أيام طوال ، والا فما معنى كلمة الحزم ، أم انكم تؤيدون ما يقوله حلفاء ايران بأنكم ضعفاء وحين انتفضتم على اليمن الذي يعاني من المشاكل والانقسام والضعف، فكان هذا مقارنة بخمولكم وضعفكم يعتبر حدثاً استثنائياً وحزما لا مثيل له !.

إن كل ما أتمنى – وليته لا يكون صعب المنال – ان يكون الملك سلمان مفتاح للخير على اليمن بالذات وعلى الجزيرة العربية بأسرها ، ولكن ما اخشاه ان تكون الخطوات التي ينهجها الملك عبر حكومته خطوات غير استراتيجية قائمة على ردود الأفعال ، وعلى تأمين الداخل السعودي وضمان استمرار النظام للجيل القادم من الامراء المنتظرين لكرسي الملك .

برقيات مستعجلة :

لكل أبناء شعبي ومن يؤيد العاصفة تحديداً :

لماذا كل هذا الافراط في التأييد ، ينبغي أن يصل صوت اليمنيين أنهم يراقبون هذه الـ عاصفة الحزم ، ولكنهم حازمون ضد كل الأخطاء والاحتمالات التي لا تصب في مصلحة اليمن تحديداً

قد يقول قائل : وماذا ستفعل ؟ ، أقول  : لكل حادثة حديث ، ونحن اليمنيون لا نعدم حلا ابداً اذا اتفقنا ، ونحن في الغالب نتفق في مواجهة الازمات ، خصوصا في حال انتهي شر عفاش والحوثي .

وأهم شيء ينبغي أن يصل الآن للسعودية وحلفائها ، اننا مع العاصفة لكن  وفق مايلي :

ألا تطول ، وألا تخطئ ، وألا تضرب مالا فائدة من ضربه ، ثم لا يأتي وقت لنتفاجئ بهدنة تجعل بقاء الحوثي وعفاش في اليمن امراً مقبولا بشروط معينة ( فهذا يعني حينها أن عفاش والحوثي وايران انتصرت ، بينما كان الحزم فقط على شعب اليمن ومقدراته العسكرية )

لبعض السعوديين الذين يتحدثون عن اليمن وشعبه بشكل مستفز وغير لائق :

نقول لهم لا يغركم حلمنا ، ولا تنسوا من نحن ؟ ، ولا يغرنكم ما يحصل اليمن ، ولولا احترامنا لانفسنا أولا لرددنا  عليكم ، ولكننا نستمع لكباركم الذين يخبروننا أنكم حثالتهم ويعتذرون بالنيابة عنكم .

للحوثي وعفاش ومليشياتهما الاجرامية :

اقسم بالله ان الله يستدرجكم بسوء افعالكم ، ومهما ذكرتم الله في كلماتكم وخطاباتكم ، فانتم والحجاج ويزيد في وعاء واحد ، وان عدن والجنوب لن يسامحكم ،  ولقد سلط الله عليكم من كان حليفكم ليذيقكم الهوان كما أذاق فرعون الهلاك على يد ربيبه موسى ، وما يوم القيامة عنكم ببعيد .

أحمد الزبيري

9/ابريل/2015م