
(1)
العقل العربي مبدع في التسويق والترويج للشعارات والمفاهيم بدون وعي طبعا،
فاشل بدرجة امتياز في التطبيق، سواء كان ما يدعو اليه هو الديمقراطية، أو العلمانية، أو حتى تعاليم الأديان البسيطة كالصدق والأمانة والنظافة والإتقان. فالثقافة العربية تربي على النفاق في كل شيئ ، انتبه أن تنكسر أمام الناس ، لا تظهر ضعفك أمام غيرك فيقوم بسلخك ، كل شيء يهون الا كبرياءنا وكرامتنا -حتى لو كان يعني أننا نسير نحو الهاوية-
(2)
بعض المتطرفين في تسويق العلمانية لا يختلفون عن المتطرفين في تسويق الاسلامية والقومية وعيرها من النظريات التي نحاول عبثا ان نجد فيها حلا لمأزقنا الحالي .فمثلا تحت هاشتاج #يمن_علماني قام مجموعة من ناشطوا التواصل الاجتماعي بالتسويق لنظرية العلمانية ، فقاموا بجعل العلمانية عصا سحرية ستحل مشاكل العرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى علاقاتهم مع الآلهة، والأبراج، والمشاكل البيئية ، وهم طبعا يسيرون على نهج نظرائهم من دعاة الاسلام هو الحل والقومية والوحدة والعروبة والاشتراكية والليبرالية وغيرها ، الذين أشبعونا تنظيرا كيف أن مناهجهم وافكارهم الاستثنائية ستجعل منا قادة العالم خلال ست ساعات بدون مساعدة من أحد .
(3)
ثقافتنا تربينا على منظومة بائسة من سلوكيات التبرير والشكوى
نبكي على الماضي، نبحث عن شماعات لأخطائنا في الحاضر ، نتهم أعدائنا الذي يتآمرون علينا كي لا نرى نور المستقبل .
فهذا يقول الآلهة والأديان هي سبب الدمار فيتجه نحو الإلحاد ليستمر في بؤسه رغم الحاده،
وهذا يتهم الاسلاميين، وذاك يتهم المستشرقين، وذاك يتهم المستغربين،
(4)
لا فرق بين العلماني الساذج وشبيهه الإسلامي السطحي، والقومي المتهور، والليبرالي المغرور
سامحوني على هذه الألفاظ
لكننا فعلا ساذجون سطحيون متهورون مغرورن
نفكر فقط كيف نثبت اننا الصواب دون وعي أو إدراك، ماذا بعد ذلك!
اننا لا نفقه بعد معنى التعايش، و التنمية، والبناء
اننا في معارك فقط نغير نوع السلاح
(5)
العاطفة الحمقاء التي نحن مشحونون بها منذ القدم تقود عقولنا إلى
صناعة الاستبداد باسم الأمن والأمان،
وصناعة الإرهاب تحت اسم مكافحة الكفر والانحلال،
و صناعة الفقر بعذر توفير الموارد والاقتصاد
و صناعة الحرب بمبرر القضاء على الخيانات،
وصناعة الجهل خشية الوقوع في الحرية.
(6)
ندعي البحث عن الحلول،
ونحن نغوص في رمال السلبية والتنظير الارتجالي المتحركة،
حتى ذلك الذي يفهم أن الجميع على خطأ،
يقرر الحياد السلبي ليكون هو أيضا على خطأ!
أهم شيء عندنا هو : كبريائنا الساذج ، وغرورنا الأحمق ،
ثم نأوي الى فراشنا نغمغم : ( كم أن العالم أحمق حقا ، حين لا يرى العظمة التي نحملها في عقولنا)
أهم شيء عندنا هو : كبريائنا الساذج ، وغرورنا الأحمق ،
ثم نأوي الى فراشنا نغمغم : ( كم أن العالم أحمق حقا ، حين لا يرى العظمة التي نحملها في عقولنا)
0 تعليق على موضوع : كروموسومات التخلف
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات