اليمن التي لطالما سميت باليمن السعيد ، لا أدري من الذي سماها هكذا ، لكنه حقا قد قام بتزوير الحقيقة ، وفقا لماذا سماها اليمن السعيد؟!! ، هل كان يعيش في جحيم صحراء الربع الخالي؟! ، ام أنه كان حبيس سجن ذو القرنين مع يأجوج ومأجوج ونجا منه الى اليمن ؟!!!
ما سأكتبه ليس معاناة للشباب اليمني فقط ، بل ولربما المرأة والفتاة ، وحتى الكهل والطفل يشتركون في كلمات هذا المقال ، لا أدري ولربما شاركني الشباب العربي ايضا هذه المعاناة التي ساحاول صياغتها في كلمات مقروءة . لكن فلتعذرني عزيزي/ عزيزتي القارئ ، فأنا لن انمق كلامي ولن ارتب افكاره ، فقط سأترك ليدي العنان لتكتب كل ما ستحركه مشاعري ، اعدك اني ساحاول ان ابدو لائقا امامك ، لكن ان اردت ان تعرفني كما انا ، فحاول ان تجد لعينيك مسارا في كلماتي وبين أسطري . قصة ذلك الانسان الذي عاش حياة وهو بين الخوف من الموت ، والخوف من حياة بطعم الموت.
1#
فقط في اليمن ينجبك أبوان لم يحبا بعضهما ، فقط أجبرهما أهلهما على الزواج حتى لا يوصما بالعنوسة او الشذوذ ، فلماذا لا تتزوج وقد بلغت الـ18 من عمرك ؟!! ، لا بد لك من ان تنجب ولداً خلال تسعة أشهر ، لا بد ان يكون ذلك من اول ليلة، لا يهم هل تستطيع تربية ذلك المولود ام لا ؟ ، لا يهم هل أنت قادر على ان تهتم بدراسته وتعليمه وتأهيله حتى يستطيع ان يعيش في ظروف البلاد الاقتصادية المنهارة ام لا ؟ المهم هو فقط ان تثبت انت وزوجك قادران على الانجاب ، لتنجوا من عار العنوسة وعدم الكفاءة الجنسية .#2
بما أنك في اليمن فلا بد لك أن تؤمن؟ وتردد كلام الايمان منذ صغرك حتى ولو لم تفهم معناه او تدرك اهميته ، فقط انت لا بد ان تكون زيديا او شافعيا ، فهذان المذهبان أحدهما دينك ! . انهما اول ما ترثه عن والديك وهما احياء ، وعن مجتمعك ومدرستك.
نعم أنت مسلم ، لكن لا يكفي ان تكون مسلم فلا بد أن تتبع الشافعي ، او زيد بن علي ، لا تستطيع تغيير مذهبك ، ولا تستطيع التنازل عنه ، هذا الشي يلتصق بك ، حتى لو لم تعرف الله ، سيحاولون اقناعك بقصص عن الله الذي سيعذبك ويحرقك بالنار ان لم تخضع له.
لا تستطيع ان تعرف لماذا ينبغي عليك ان تطيعه ؟ لماذا لا يمكنك السؤال عنه ؟ ما علاقته بك او علاقتك به ؟ ...
توقف !
توقف !!
لا يمكنك الاستمرار بالسؤال ؟ !! هل تريد الوصول الى الجنون ؟
هذا ما سيقال لك ان ظللت تسأل ، الايمان يقتضي ان تتوقف عن التفكير ، فقد فكر عنك اناس قبل مئات السنين ؟
هل انت خير من ابيك وامك ؟!! حتى تحاول ان تفعل شيئا لم يفعلوه !!
اياك ان تكرر ذلك مرة اخرى ، فالشيطان سيستدرجك بعقلك هذا الى النار والجحيم .
#3
ستتعلم حين يختارك القدر في هذه البقعة البائسة من العالم ، أن عقلك هو عدوك ان لم توقفه عن التفكير والتأمل ، وأن الله يتربص بك ويراقب اخطاءك ليوكل بك ملائكة غلاظ شداد سيذيقونك المر والعذاب ان حاولت التعرف عليه والتساؤل عنه، لطالما وانت طفل صغير ، يحاولون تعليمك كلمات مثل: بابا ، الله ، ماما ، هات ، دادا ، هم ، بوو، .ثم اذا استطعت الحديث وبدأت في التساؤل والتحدث ، الجميع بلا استثناء سيقوم باسكاتك ، سينهرونك ويأمروك بالصمت ، انهم مشغولون ؟! لا تسال فيمَ مشغولون ، فأنت ستدرك ذلك حين تكبر ، لا يوجد شخص في اليمن لا يعاني من ازمة نفسية او عقد او صدمات او مشاكل نفسية تجعله يفضل الصمت او الحديث في لا شيء ولربما التنظير عن الوضع في اليمن ،4#
سيحاولون ان يجعلونك تقرأ القران وتحفظه في اول سنوات عمرك في النطق ، لا يهم هل فهمت ام لم تفهم ، المهم ان تحفظ ، وسيعاقبونك ان لم تفعل !، لا يهم هل تعرف معنى الصلاة ام لا ، لكن ينبغي عليك الذهاب الى المسجد او الصلاة في البيت ، وحتى ان لم تكن من اسرة تهتم بهذا ، سيعلمونك انك مقصر ولا بد ان تشعر بعقدة الذنب مدى حياتك ، وان كنت فقيرا فستتعلم ان سبب فقرك هو نتيجة عدم ايمانك ، وان كنت غنيا فربما تستنتج انك على خطر ان لم تدرك التوبة في الوقت المناسب.
الايمان هو المهم ، انت مسلم ، ستعرف هذا من خلال دعاء الخطيب في المسجد ، وستعرف ان كل غير المسلمين هم اعداؤك ، حتى لو كانوا في رخاء وهم من يهتمون بهذا الارض ومن يصنعون لك كل وسائل العيش التي تستخدمها في حياتك ، لكنهم على ضلال والله غاضب عليهم ، لا تعرف لماذا اذا وضعهم في بلدانهم افضل من وضعك ، فتسأل عن ذلك فسيحدثونك عن الله الذي يختبر صبر المسلمين ويبتليهم ،!!
الدنيا سجن المؤمن ، ولهم الدنيا ولنا الاخرة !
هكذا سينشأ وعيك ويتم برمجته على مفاهيم مظلمة عن الحياة والدنيا ، لطالما حاول اناس التساؤل والمقارنة، لكنهم حين يصلون لطرق مسدودة كيف سيتحسن الوضع!! ، يتحولون الى الحديث عن الغيب وعدم معرفة الحكمة الالهية من هذا الامر وان المؤمن مبتلى . حينها ستكتشف انك موجود في عالم اللا وجود ، عالم الغيب المسيطر على كل شي ،
#5
فاذا كان حظك ان تكون انثى !! فهنا ستمتلئ يقينا انك لم يحالف الحظ ابدا في هذه الفترة من الوجود ، فانت مجرد عار ، وعورة ينبغي تغطيتها ، وناقصة عقل لا تستشار ، وناقصة دين لا تستفتى ، حظك من الدنيا ان تعيش نصف حياة ، وتحصل على نصف ورث ، وشهادتك نصف شهادة ، ليس لك اي حظ من الدنيا ، الا أن تتمنى ظل رجل يسيطر على بقية حياتك بعد بلوغك 15 عاما واذا كنت محظوظا جدا ، فلربما تستطيع ان تبلغ ال18 ، اما ان يستشيروك هل تريد الزواج ام لا ، فهذا يعتبر انك ذو حظ عظيم ، مع ان رأيك غير مهم فسوف يسلطون عليك السنتهم ونظراتهم لتوافق غصبا عنك.
ان تكون انثى فهذا يعني ان شرفك سيكون بين فخذيك ، فحافظ عليه ، واياك وكشف جزء من جسدك او تظهر صوتك او ان تحاول ان تكمل دراستك وتطمح لمنصب او وظيفة ، او مشروع حر تتكسب منه عيشك ،
باختصار ان كنت انثى فحياتك ستتشابه مع ملايين الاناث في هذه البقعة السوداء من العالم وملخصها ( انك خلقت للتكون متعة للرجل، معتمدا عليه في رزقك ،والحظ : ان تعيش تتزوج بسرعة ، وميدانك هو بيت تعيش فيه لتربي اسرة ، وتتكاثر بالاولاد ) .
طيلة حياتك .. ستكون أسيرا ان كنت أنثى !!
نعم
اسيرا لدى والدين لا يهتمان الا لسمعتهما ، وزوج لا يكترث الا بحقه في المتعة .
اعذرني عزيزي القارئ ، لا استطيع الاكمال هذه الليلة ، ساكمل ان بقيت اتنفس حتى الغد
يتبع
0 تعليق على موضوع : الميت الذي يتنفس ! قصة انسان في زمن اللا إنسانية
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات