-->
Ahmed Alzubairy blogger  Ahmed Alzubairy blogger
recent

آخر التدوينات

recent
جاري التحميل ...

فبراير .. ثمان سنوات .. وثمان دروس





قبل ان اكتب اي شي لا بد لي من وقفة اردد فيها 
الخلود لكل شهداء فبراير والوطن اليمني ،
والمجد لكل يمني يؤمن بالحرية ، ومستعد للنضال من اجل تحقيق الحرية الكاملة غير المنقوصة ، وتحقيق النهضة في الوطن  اليمني العظيم .

نبضات التغيير : محاولات لصناعة وعي الثورة والتغيير 


1.
    ما أغرب أن نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة لثورة 11فبراير التي قامت ضد الفساد والتوريث ، بالتزامن مع الذكرى الاربعين للثورة الايرانية التي صدرت لنا شعار الصرخة في وجه الشيطان الأكبر (أميركا) ، ان الايام لا تعني شيئا اكثر من الاحداث التي تذكرنا بها ، الفاعل الحقيقي هو الانسان ، والأكثر فعالية هو النتائج التي يحصل عليها الانسان من جراء الاحداث ، فلا ادري كيف يفرح الايرانيون بثورة حولتهم بعد ان كانوا قطعة من اوربا الى دولة دينية رجعية ، يدعمها الغرب واليهود سرا ، ثم تجاهر بعداءهم ؟ 

2. 
    كنت في الساحات اقضي وقتي أغلبه في خيمة المهندسين ثم كان يطيب لي ان ازورخيمة شباب الصمود وخيمة أحرار للتغيير الموالين لحركة الحوثي ، لاني كنت اعتبرهم حينها ضحايا النظام الذي كان يقوده صالح (والذي أصبح فيما بعد حليفا لهم وسببا رئيسيا لانتشارهم في معظم محافظات الشمال اليمني، ثم قتل على ايديهم ديسمبر قبل الماضي )، الايدلوجيات التي تعاني الظلم غالبا تتحول الى ظالم ، المظلوميات لا تعلم الناس العدل بل تشجعهم على الانتقام. وهنا المشكلة .




مؤتمر الحوار كان المثال الاجمل والنتيجة الاروع لمدنية ثورة فبراير
3. 
   أكدت لي الجماعة الحوثية التي قامت بالانقلاب في عام 2014 على الشرعية اليمنية بعد مؤتمر الحوار  الوطني الشامل (أجمل ثمار ثورة فبراير)  الذي كانوا يشغلون ما يقارب نصف المشاركين فيه ، أنهم الأقلية التي تنتقل من قاع المظلومية الى قمة الظلم ، وتضر نفسها ووطنها، ووفقا للاستراتيجيات التي يدار بها العالم ، فالاقليات التي تمنع الاستقرار في الاوطان هي احدى ادوات الهيمنة في الصراع العالمي.

4.
    كل من آمن بفبراير على أنه شرارة في انتقال الوعي لدى الشباب اليمني ، يعرف جيدا أن سقف المطالب لم تكن استبدال نظام بنظام ، او انهم يقومون بالثورة السحرية التي تغير العالم في فترة وجيزة ، صحيح ان هناك من لا يزال يفكر بسطحية بالغة ان الثورة  عملية  مستقلة في بيئة منفصلة عما حولها ، رغم ان السنوات الثمان التي مرت علينا علمتنا كثيرا من الدروس التي ما كنا لنتعلمها في حياتنا لولا فبراير ، صحيح أن الثمن غالٍ ، لكنه الثمن الطبيعي لكل عملية تغيير في بيئة غير مستقرة ، متداخلة المصالح.



كنا نحاول منذ البداية نشر الوعي ، بالصورة بالفكر بالمفاهيم 

5.
   كل بلدان الربيع العربي التي سعت من اجل اصلاح بلدانها تدفع الثمن غاليا ، عدا (تونس) التي ساعدتها عوامل جوهرية لا بد من الانتباه لها ، أظن أن على رأسها جو التعددية والحرية القائم على الوعي المدني بجوهر التغيير ، ولا يقل عن هذا عامل الوعي الفريد الذي يحمله الاسلاميون هناك ( الكتلة الأكثر والأغلب في تونس ) ، وأظنني لا ابالغ ان قلت ان ابتعاد  تونس جغرافيا عن السعودية والامارات ، كان عاملا مهما في القضاء على اي محاولات للثورة المضادة ، التي نجحت في بلدان كمصر ومنها الى ليبيا ، وكذلك في سوريا واليمن .





6.
    ليست فقط منطقتنا العربية من تمتلئ بالتناقضات الغاية في الغرابة ، والتي ابسط الأمثلة فيها ، أن السعودية التي دعمت الحوثي ، حاربته ، وساهمت في تقويته ، وجعلته طرفا دوليا معترف به ، وأن صالح الذي حارب الحوثي ، ثم ساهم في انتشاره ، قتل على ايديهم ، وأن الامارات التي تدعو للتسامح  والسعادة ، وجاءت لدعم الشرعية ، تقتل الابرياء وتعتقلهم ، وتدعم كل ما من شأنه اضعاف الشرعية ، وتحتل الجزر والموانئ اليمنية فيما تترك جزرها الثلاث لإيران ، وتدعم الحوثي الموالي لايران بمعدات عسكرية .
7.
  العالم ايضا يعاني من التناقضات التي لا تخفى على احد ، ابتداء من الظلم العالمي لشعوب باكملها ، وازدواجية المعايير في التعامل مع الانسان وفقا لانتماءه او جغرافيته ، غياب حقوق الانسان رغم التشدق بها ، سيطرة المال  على سياسات الدول والاجهزة الاممية،  حتى هذا الكوكب لم يسلم من جرائم ما يسمى بالعالم الاول ، والشركات العابرة للقارات، فكل القيم والمبادئ الانسانية السامية تغطيها سحابة قوة المال والسلاح المظلمة .

8. 
   العالم يتغير لا محالة ، ومن المحال ان يستمر هذا الوضع البائس في العالم ، جيلنا ربما يكون الجيل الاسوأ حظا لمرورنا بهذه الفترة ، لكننا حتما سنكون دروسا مهمة ، ستتعلمها الاجيال القادمة .

نبضات التغيير .. لصناعة الوعي 

0 تعليق على موضوع : فبراير .. ثمان سنوات .. وثمان دروس

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    Ahmed Alzubairy blogger

    2017