«8» فوائد للحضن والعناق

الفائدة الأولى: شعور الطفل بأنه مقبول لدى من يحضنه، وهذه أهم فائدة
نفسية للطفل ليكون متزنا ومستقرا ويعيش في أجواء من الحب والقبول من قبل
والديه، فالطفل الذي يشعر بأنه مرفوض أو مكروه ففي الغالب يكون متوترا أو
مزعجا أو متمردا.
والفائدة الثانية: أن الحضن يرفع مستوى الأكسجين لدى الطفل، فيعالج
الشعور بالغضب لديه، ويكون أكثر استقرارا وتحكما بالذات، كما أن الاحتضان
يزيد من نسبة السيرتونين والتي تشعره بالسعادة وتضبط مزاجه.
والفائدة الثالثة: أن الحضن يزيد من قوة المناعة عند الأطفال، ويساهم في
عملية التوازن في الجهاز العصبي، فتكون نفسيته قوية لتواجه الأمراض
والمصائب.
والفائدة الرابعة: أن الحضن يعلم الطفل الكرم في المشاعر والعواطف، فإذا
حضنت طفلك فإنه سيحضنك، وهذا يعلمه الأخذ والعطاء، كما يتعلم من هذا
التكنيك التعبير عن الحب وهو الأهم.
والفائدة الخامسة: أن الحضن يلغي الحواجز بين الحاضن والمحضون ويقرب
المسافات، ولو كان في النفس شيء فإنه يزيلها ويغسلها ويعيد العلاقة صافية
نقية، ونحتاج لأبنائنا في سن المراهقة حضنا أيضا، وقد تلاحظ قبول الفتاة
للحضن أكثر من الفتي في هذه المرحلة وهذا أمر طبيعي، فالصبي يتخشب إذا
حضنته والدته ولكنه بنفس الوقت يكون سعيدا فرحا.
والفائدة السادسة: أن الحضن يزيل التوتر والضغط النفسي فكم من خلاف تم
معالجته بالحضن على مستوى الكبار والصغار، لأن الحضن يذيب الشوائب ويكسر
الحواجز.
والفائدة السابعة: أن الاحتضان يزيد من الشعور بالأمان والراحة
والاستقرار، وهذه أهم حاجة يحتاجها الطفل لتزداد الثقة بنفسه، فيكون الحضن
بمثابة الوقود الذي يوقده للإنجاز والانطلاقة.
والفائدة الثامنة: أن الاحتضان يزيد من ثواب وأجر الحاضن، لأنه يطبق هدي
النبي صلى الله عليه وسلم حيث تروي لنا كتب السير أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان جالسا بفناء بيت فاطمة رضي الله عنها فجاء الحسن رضي الله عنه
فعانقه وقبله، وقال (اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه)، كما كان عليه
الصلاة والسلام يلاعب الحسين رضي الله عنه عندما يراه يلعب بالسكة، ويبسط
يديه كأنه يريد أن يصطاده فيفر منه ههنا وههنا، فيضحك النبي صلي الله عليه
وسلم منه ويمسكه من رأسه ويقبله، وقصص كثيرة في تقبيل النبي ومعانقته
لأصحابه رضي الله عنهم،
فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما قدم زيد بن حارثة رضي الله عنه من
السفر عانقه النبي الكريم، وعانق النبي كذلك جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
عندما قدم من الحبشة، وعانق النبي سعد رضي الله عنه وغيرهم كثير، والشواهد
والقصص من السيرة النبوية كثيرة في معانقة النبي للأطفال والأصحاب وحتى
زوجاته أمهات المؤمنين، ولهذا كتب الإمام البخاري عنوانا في صحيحه سماه
(باب المعانقة) وذلك لبيان أهمية العناق والاحتضان،
بل حتى كلمة الحضانة في الفقه الإسلامي مشتقة من كلمة (حضن) والمراد هو حضن الأم،

أشارت بعض الدراسات إلى أن العناق هو عادة صحية، وأنه يزيد من نسبة أوكسايتوسين ويقلل من ضغط الدم، كما أن العناق الجماعي مفيد أيضا في بعض أنواع العلاج النفسي.

وقد لاحظ بعض العلماء أن الحيوانات تستمتع بالعناق فيما بينها، وتعبر فيها عن حبها وعاطفتها .
وختاما نقول الكلمة الشهيرة ان الإنسان يحتاج لأربعة أحضان كل يوم
ليعيش، ويحتاج لثمانية أحضان لكي يعالج نفسه، ويحتاج لاثني عشر حضنا لكي
ينمو ويتطور.
المقال مع بعض التصرف لـ
د. جاسم المطوع
الخبير الاجتماعي والتربوي
0 تعليق على موضوع : 8 فوائد للحضن والعناق
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات