من هو عدو اليمن الأول ؟

صرنا بعد اكثر من ثلاث سنوات على الحرب في اليمن ، التي بداها الانقلاب الحوثي على مخرجات الحوار الوطني الشامل ، واشعل شرارة حرب مع تحالف السعودية والامارات ، نعرف انهم من اعداء الاستقرار لليمن والمواطن اليمني ، لكن وكل ما مر الوقت ونحن نكتشف اعداء مخفيين لليمن كان لا بد من كشف الستار عنهم للمواطن اليمني الذي سقف وعيه هو نشرة الاخبار على شاشة التلفاز .

و بقليل من المقارنات البسيطة مع بلدان الشرق الاوسط التي عانت من الحروب ، مثل العراق ، فلسطين ، سوريا ، ليبيا وغيرها ، ستجد أن هناك تشابه في الوضع العام لادارة الوضع فيها سواء العسكري او الانساني او الاقتصادي وغيره .

 ان قدرة الانسان على التكيف فضيعة جدا ، وما يحصل لليمني الان هو جعله يضطر للتعايش مع اسوأ واقع يمكن ان يجده انسان في اي مكان ، فالعراقي والسوري والفلسطيني كان بامكانهم الهروب الى عدة اماكن برا بسبب الحدود البرية مع عديد من الدول  ، الا اليمني فهو امام دولة تحاصره برا وجو وبحرا وليس بامكانه ان اراد الحياة الا البقاء في هذا السجن الكبير ، ولذلك فبامكانك التعرف على اعداء اليمن بكل سهولة لو فتحت عينيك قليلا 

الامارات والسعودية والحوثي ، 

بكل تأكيد هم الاعداء الظاهرين لهذا الشعب المقهور على أمره ، ولا نقاش في ذلك ، ولنستمر بفتح أعيننا لنرى اولئك الاعداء المتخفين وراء الأقنعة : 

1- منظومة الأمم المتحدة :

تعتبر المنظمات الدولية التي تهتم بالوضع الانساني ( وفقا للظاهر ) من أكثر اسباب استمرار الصراع اليمني اليمني ، واليمني الخليجي ، فتحت ستار الحوار السياسي والمفاوضات لانهاء الحرب ، تقوم أجندة المنظمات الدولية على اطالة امد الصراع وعدم الاستقرار لأعوام وأعوام ، حيث تعطي هذه المفاوضات الاطار القانوني للمليشيات في الشمال والجنوب والاعتراف الدولي بالوجود ، كما انها تعمل بشكل اخر على توازن القوى لضمان عدم انهاء الصراع عسكريا لاي طرف .

وهكذا فإن الاستمرار في الصراع يحتاج ايضا الى الدعم الدولي المستمر للوضع الانساني الذي يذهب جزء كبير منه الى كيان المنظمات العاملة من مصاريف ادارية الى تنقلات ... الخ 

2- الهيئات الحكومية ( الشرعية ) 

وفقا للوضع قبل الانقلاب ، والتي لو دققنا  النظر فيها لوجدنا انه قد تم استبدال كل كيانها واعضاءها ، بالكيان الذي ساعد تماما على الانقلاب ، فالرئيس الشرعي والحكومة ( الضعيفة والهشة ) هم ثاني سبب في بقاء الوضع على ما هو عليه ، بعد السبب الأول ( الانقلاب الحوثي ) ، بواسطة هذا الكيان الشرعي والانقلابي يتم تطبيع المواطن اليمني على وضع هش ، وخفض سقف الطموحات للعيش الى ادنى مستوياتها، تستسلم الحكومة للهيئات الاممية والدولية كما تستسلم للقيادة الاجرامية للتحالف رغم يقينها انها تعمل ضدها وتعمل على اضعافها ، ولكن هذه الحكومة وهذا الرئيس لا ينطقون ببنت شفة ازاء هذا  الوضع ابدا .

3- المستفيدون من الوضع اللا انساني :

 كالمنظمات المحلية العاملة في الاغاثة ، واللوبيات القبلية ، والمليشيات المتصارعة ، وكبار الشركات والتجار ، الذين وجدوا في الوضع (الغير مستقر) الحالي فرصة شخصية تساعدهم على النمو والازدهار ،على حساب ملايين المنكوبين ، فهم يقدمون ما نسبته 10% مما يحصلون عليه ، ولذلك تجد صراعا على ابواب المنظمات والسفارات والكيانات الدولية لكي يكونوا شركائهم في التطبيع مع الوضع المزري .

4- وقبل كل هؤلاء

 العدو الاول لاستمرار الوضع كما هو عليه هو المواطن نفسه ، نعم المواطن نفسه ، هو العامل الخامل الراكد الذي جعل المعادلة الظالمة تسير كما ينبغي ، ان اطمئنان كل القوى المذكورة اعلاه ، واستمرارها في السير نحو يمن غير مستقر ، بحرب ظالمة جائرة ، ووضع متدهور ،  هو بسبب هذا المواطن ، الذي ايقن انه لا مناص من الاستسلام ولا مهرب من الموت ، وبقي فقط في انتظار الموت ، سواء جوعا او قصفا او غدرا . فهو في موت ينتظر موتا اخر 

ان أملنا هو في حملة الوعي والتغيير من الشباب، المتحررين من الايدلوجيات والانتماءات الدينية والقبلية والفكرية والعسكرية  الذين ينتظر منهم ان يغيروا الوضع في الداخل ، انا شخصيا لا اعتمد على اللذين في الخارج اطلاقا لانهم اصلا في وضع يصارعون على مصالحهم ، او مصالح الاجندة التي يتبعونها .

وان لم يغير المواطن اليمني المعادلة بفرض وجوده ، واجبار المجتمع الدولي وأذرعه من المجتمع المحلي على الاستماع لصوته ، فان الوضع سيطول ، وكلما طال الوضع ، زاد اليأس من وجود حل ، وسيأتي جيل لا يعرف سوى ما سيكتبه الخونة في الداخل ، والمجرمون في تحالف الامارات والسعودية ، عن كيفية الوصول الى يمن بائس متدهور ضعيف مرهون بيد الخونة