متى تكون عاصفة الحزم تراعي مصلحة اليمن ؟؟

متى تكون عاصفة الحزم تراعي مصلحة اليمن ؟؟

أحمد الزبيري

ahmedz2030@gmail.com

مما لا شك فيه أن عاصفة الحزم التي تقوم بها الدول العربية وبدعم الدول الاخرى تقوم بهدف القضاء على التمدد الايراني في اليمن عبر جماعة الحوثي بالتعاون مع المخلوع علي عبد الله صالح ، والأكيد ايضاً ان مصالح الخليج والدول العربية باكملها يقتضي هذه الخطوة الهامة ، 

ولا يستطيع احد انكار ان اليمن هو في أضعف حالاته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، بسبب الانقلاب الذي يقوده الحوثي عبد الملك وجماعته بدعم خفي وظاهر ايضا من قبل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ، زاد من هذا الضعف الرئيس الشرعي عبد ربه هادي الذي ظهر في كثير من الحالات داعم للتحركات الحوثية ويعطيها غطاء سياسياً حتى قام بالهروب لعدن ، وما اخشاه هو أن يستغل الاشقاء الخليجيين هذا  الضعف بجعل عاصفة الحزم هي ضربة للجسم اليمني أكثر منها للحوثة والمخلوع .

ولذلك نعتبر وفق قاعدة احسان الظن بالملك سلمان والحكومة السعودية أن عاصفة الحزم ستكون في صالح اليمن واليمنيين اذا راعت ما يلي :

أولا / حرصت على القضاء التام على المليشيات المسلحة للحوثيين ، ولا تبقي منهم اي شخص ثبت تورطه في اعمال الارهاب الحوثي خلال الاعوام الماضية ، اذ ان ابقاء بعض المليشيات على الارض هو بمثابة ترك الشرارة موجودة ، ويظهر ان النية تجاه اليمن لا تزال تستخدم اوراق للضغط على الاطياف المختلفة .

كما انه لا ينبغي غض الطرف عن تنظيم القاعدة والتي ليست شيعية بالطبع ولكنها إرهابية بامتياز وتقوم بذبح المسلم اليمني سواء كان من الجيش او من غيره ، حيث ومعروف ان تنظيم القاعدة هو اجنحة منها ما هو من صنع المخلوع صالح ومنها ما تدعمه الأنظمة العربية ومنها الامارات والسعودية .

ثانياً / اقتصار العملية فقط على الجو وتوفير الغطاء الجوي للقبائل والجيش اليمني الموالي للرئيس في متابعة المليشيات المسلحة الى اوكارها والقضاء عليها   ، حيث وأن أي تدخل بري في اليمن سواء كانت قوة خليجية او مصرية او دولية فهذا سيكون له مضاعفاته السلبية على الداخل اليمني ، وسيكون سبب لنشوء مليشيات أخرى بحجة مقاومة احتلال كما سيتم اعتباره .

ثالثاً / رفض التعامل باي شكل من الاشكال مع المخلوع صالح وزعيم الحوثيين ومتابعة اصدار قرار باعتبارهما مجرمي حرب وادخالهما تحت البند السابع ، والقيام بمحاكمتهما عربياً او في محكمة دولية  حتى ولو حاول هؤلاء منح انفسهما طوق نجاة وابدوا استعدادهما لتنفيذ أي اجندة ستمليه عليها الأطراف الخليجية ، ومعروف ان الامارات هي داعمة بشكل كبير لعلي صالح وولده ، وكانت ممولة للانقلاب الحوثي ،.

رابعاً / الحرص على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، ورفض اي دعوة جديدة لحوار جديد ينقض سابقه ، فهذا يعني ان هناك أجندة  وسيناريوهات سيتم العمل على تنفيذها تضع مصلحة اليمنيين في اخر القائمة .

خامساً /   التسريع باستراتيجية ضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي وتأهيلها عسكريا واقتصاديا لتكون الحامي للجنوب الغربي للساحة الخليجية ولديها القدرة على حماية باب المندب وتأمين الممرات العالمية ، وينبغي ادراك ان قوة الخليج لا يأتي بضعف اليمن وانما بقوتها .

سادساً / مراجعة الاستراتيجية السابقة حول طبيعة العلاقة الخليجية اليمنية خصوصا مع قطر والامارات والسعودية والتي تتعامل مع اليمني بدونية وكانه شخص من الدرجة الثانية او الثالثة ، والا فلا شيء يتغير في الواقع اذا لم تتغير نظراتنا لبعضنا البعض ، وتم سن قوانين يتم التعامل فيها مع الجميع بشكل يليق بهم كأبناء جزيرة واحدة .

وأوكد على أنه لا حزم اذا لم تقطع جذور المشاكل في اليمن ، اما الحلول النصفية التي قد تجعل بعض الداء لا يزال موجودا للضغط على اطراف من اجل طرف .

وأيضا كما ان إعادة بناء وبشكل سريع ما تم تدميره من  الدفاعات الجوية والبنى التحتية للمعسكرات والجيش المنهوبة من قبل مليشيات الحوثي ، هو ما يعطي الشعب اليمني  إشارة ان الخليج وخصوصا السعودية تهتم باليمن بشكل حقيقي .